اوراق في مهب الريـح
عندما يحل المساء ويتوسط البدر كبد السماء وتبدأ النجمات في الاعالي تتلألأ
عندما يخيم السكون على كل الارجاء ويخلد الانام كل الى فراشه ويعم الهدوء
عندما تتحسس وتشعر بنبض وانفاس الطيور المتلبدة فوق اغصان الاشجار في اعشاشها محتضنة صغارها
تبدأ روحي تسبح في فضاء هذا الكون سائحة لا يعيقها اي جبال او وديان او قواطع وحواجز صنعها البشر
في ليلتي هذه حملتني روحي واستقرت بي في وادي من وديان هذه الارض الواسعة
يتخلل هذا الوادي نهر لا يزيده الا جمالا وبهاء
فجلست على ضفة النهر اراقب جريانه واترك اصابعي منسابة تداعبها مياهه
وبينما انا كذلك واذ بي اسمع صوت اشبه بالأنين ...فالتفت من حولي
فلم اجد احدا ولا حتى ظلا
وعدت الى تأملاتي في هذا الكون الجميل ... وبعد برهة من الزمان هممت بالعودة
فتقدمت بخطواتي وانا اتلفت يمنة ويسرة واذ بي اتعثر بحجر فوقعت ارضا
فنهضت انفض ما علق بي من اتربة ... فاذا بورقة تلتف حول ساقي وكأنها تتشبث فيها ولا احد لها غيرها
حاولت نزعها الا انها صاحت قائلة : ارجوك لا تتركيني هنا وانفجرت باكية
فانحنيت نحوها واحتويتها وبكل رفق حملتها الي وقربتها مني
واخذت انظر اليها واطيل النظر .. احاول ان اعرف ما قد حل بها ولم هذا البؤس الذي يتدفق من بين شقوق وخدوش قد اصابتها
فما وجدت في وجهها الا تجاعيد قد غطت كل جزء منها وبالكاد يُرى فحواها
قالت : انا هنا منذ امد بعيد تلقفني الرياح في هبوبها وتنقلني من مكان الى اخر
ابحث عن احد يلتقطني فاما يصنع بي معروفا ويقوم بدفني او يعيدني الى ما كنت عليه
فما انتزعني من بين احضان امي وفرقني عن اخوتي الا يد عدو غاصب
وما نزعني الا لهوى اصابه او تسلية او في لحظة غضب وما اجرمت في حقه شيئا الا اني كنت
ورقة احمل حكمة كتبها حكيم منذ زمن بعيد ولم يكن رجاء هذا الحكيم الا ان يخط حكمته على صفحات ظهري واحملها الى ما شاء الله من اجيال
لكنكم انتم البشر لا تحفظون الامانات ولا الاسرار ولا تعترفون بقيمتنا نحن ابناء الورق على اختلاف انواعنا واعمارنا
فتلقون بنا في سلال المهملات مع اشياء فاضت عن حاجاتكم
او تتركونا على رفوف اسرفتم في زينتها فاهلكت الاتربة وجوهنا
او تتركونا في ايدي جهلة فيأخذون كل قطعة منا ويتركونها في واد فلا يسمحون لنا ان نلتقي لنتم معلومة
او نكمل قصة كنا اولها او متنها او اخرها
ومع مرور الزمان اصبحنا نحن الاوراق وانتم البشر على طريق الضلال
لا نعرف لنا ماضي او حاضر ولا حتى مستقبل
....و
هبت ريح قوية فانتزعت تلك الورقة مني وحملتها بعيدا وكانت تصرخ قائلة ... لا يا ايتها الرياح لا تحمليني مجددا
مضت تلك الورقة ومضيت في طريقي وقلبي محزون فنظرت من حولي فرأيت ما ذكرته تلك الورقة جليا امامي عندما رأيت تلك المكتبة المتكدسة بالكتب
لا يلمسها احد وان لمسها احدهم لم يتركها وشأنها الا واتلف شيئا منها فهذه رسالة وصلتني عبر السكون
بالا نترك اوراقنا قديمها وجديدها ومستقبلها
مهملا في مهب الريح
بقلمي .......شــهرزاد
عندما يحل المساء ويتوسط البدر كبد السماء وتبدأ النجمات في الاعالي تتلألأ
عندما يخيم السكون على كل الارجاء ويخلد الانام كل الى فراشه ويعم الهدوء
عندما تتحسس وتشعر بنبض وانفاس الطيور المتلبدة فوق اغصان الاشجار في اعشاشها محتضنة صغارها
تبدأ روحي تسبح في فضاء هذا الكون سائحة لا يعيقها اي جبال او وديان او قواطع وحواجز صنعها البشر
في ليلتي هذه حملتني روحي واستقرت بي في وادي من وديان هذه الارض الواسعة
يتخلل هذا الوادي نهر لا يزيده الا جمالا وبهاء
فجلست على ضفة النهر اراقب جريانه واترك اصابعي منسابة تداعبها مياهه
وبينما انا كذلك واذ بي اسمع صوت اشبه بالأنين ...فالتفت من حولي
فلم اجد احدا ولا حتى ظلا
وعدت الى تأملاتي في هذا الكون الجميل ... وبعد برهة من الزمان هممت بالعودة
فتقدمت بخطواتي وانا اتلفت يمنة ويسرة واذ بي اتعثر بحجر فوقعت ارضا
فنهضت انفض ما علق بي من اتربة ... فاذا بورقة تلتف حول ساقي وكأنها تتشبث فيها ولا احد لها غيرها
حاولت نزعها الا انها صاحت قائلة : ارجوك لا تتركيني هنا وانفجرت باكية
فانحنيت نحوها واحتويتها وبكل رفق حملتها الي وقربتها مني
واخذت انظر اليها واطيل النظر .. احاول ان اعرف ما قد حل بها ولم هذا البؤس الذي يتدفق من بين شقوق وخدوش قد اصابتها
فما وجدت في وجهها الا تجاعيد قد غطت كل جزء منها وبالكاد يُرى فحواها
قالت : انا هنا منذ امد بعيد تلقفني الرياح في هبوبها وتنقلني من مكان الى اخر
ابحث عن احد يلتقطني فاما يصنع بي معروفا ويقوم بدفني او يعيدني الى ما كنت عليه
فما انتزعني من بين احضان امي وفرقني عن اخوتي الا يد عدو غاصب
وما نزعني الا لهوى اصابه او تسلية او في لحظة غضب وما اجرمت في حقه شيئا الا اني كنت
ورقة احمل حكمة كتبها حكيم منذ زمن بعيد ولم يكن رجاء هذا الحكيم الا ان يخط حكمته على صفحات ظهري واحملها الى ما شاء الله من اجيال
لكنكم انتم البشر لا تحفظون الامانات ولا الاسرار ولا تعترفون بقيمتنا نحن ابناء الورق على اختلاف انواعنا واعمارنا
فتلقون بنا في سلال المهملات مع اشياء فاضت عن حاجاتكم
او تتركونا على رفوف اسرفتم في زينتها فاهلكت الاتربة وجوهنا
او تتركونا في ايدي جهلة فيأخذون كل قطعة منا ويتركونها في واد فلا يسمحون لنا ان نلتقي لنتم معلومة
او نكمل قصة كنا اولها او متنها او اخرها
ومع مرور الزمان اصبحنا نحن الاوراق وانتم البشر على طريق الضلال
لا نعرف لنا ماضي او حاضر ولا حتى مستقبل
....و
هبت ريح قوية فانتزعت تلك الورقة مني وحملتها بعيدا وكانت تصرخ قائلة ... لا يا ايتها الرياح لا تحمليني مجددا
مضت تلك الورقة ومضيت في طريقي وقلبي محزون فنظرت من حولي فرأيت ما ذكرته تلك الورقة جليا امامي عندما رأيت تلك المكتبة المتكدسة بالكتب
لا يلمسها احد وان لمسها احدهم لم يتركها وشأنها الا واتلف شيئا منها فهذه رسالة وصلتني عبر السكون
بالا نترك اوراقنا قديمها وجديدها ومستقبلها
مهملا في مهب الريح
بقلمي .......شــهرزاد
تعليق