حَسبي أموتُ شهيدَ حُبّكِ ـ شعر : حنا سمور
********************
سطّرتُ إسمكِ في فُؤادي راضيا
ونَثَرتُهُ بالفُلّ والرّيحانِ
وأحَطتُهُ بالتّبرِ رغمَ مرارتي
وغَمرتُهُ بمَحبّتي وحناني
ورسَمتُ وَجهَكِ لوحةً خمريّةً
سِحرِيّةَ الأبعادِ والألوانِ
تَوّجتُ رأسَكِ بالأكاليلِ التي
رَصّعتُها بالدُّرِّ والمُرجانِ
وجَعَلتُ منكِ مليكَةً عرَبِيّةً
مُزدانةً بِنفائِسِ التّيجانِ
الخدُّ وردٌ عابقٌ فوقَ الرُّبى
أسَرَ الفُؤادَ بعطرِهِ الفتّانِ
والثّغرُ مِسكٌ كالأريجِ عبيرُهُ
يشدو طَروبا أجمل الألحانِ
عيناكِ سِحرٌ للفؤادِ وروحِهِ
في وصفِها لايستطيعُ لساني
فَتَمَرّدي ضدَّ الحياءِ وبُؤسِهِ
وتَمَسّكي بالحُبِّ لا تَتَواني
القلبُ أضحى نازفاً من وجدِهِ
إنَّ الهوى للقلبِ عُمرٌ ثاني
فَدَعي الحَياءَ وشاركيني بالهوى
وتسامَحي كي أستعيدَ كياني
وتأمّلِي خيرَ الحياةِ وضَمِّدِي
كلّ الجراحِ بِمَرهمِ الإيمانِ
واستغفري الرّبّ الكريمَ حبيبتي
وتَسَلّحي بِمَحَبّتي وحناني
إنَّ الصَبابَةَ إن خَلَت من عُمرِنا
بِئسَ الحياةُ دقائقٌ وثوان
الموتُ أرحمُ للمُتَيّمِ في الهوى
إن لم يُجَرّبَ لوعةَ الهَيَجانِ
فَدَعي الفُؤادَ محَلّقاً في مُهجتي
كي لا يذوقَ مرارةَ الحِرمانِ
واستَقبليني كَيفَما كُنتُ ولا
تَستَعبدِي قلبي العليلِ العاني
فلقد سئِمتُ منَ المَرارةِ والجَفا
حَسبي بأنَّ الحُبَّ قد أضناني
حَسبي أموتُ شهيدَ حُبّكِ إنّني
حَضَّرتُ نفسي طائعاً مُتَفاني
فإلَيكِ يا مَعشوقَتي كُلّ المُنى
ولِيَ المَماتُ بكأسِ سُمٍّ قاني
تعليق